Sunday, December 26, 2010

ضجيج

مزدحمة هي الشوارع ومليئة بالحياة هي المدينة.


في الصباح الجميع سعداء, المدينة بسكّانها..السّماء بشمسها..الناس بأحلامهم الّتي تصحوا كلّ يوم لتجدد فيهم الأمل..وأنا!

جالسة قرب النافذة, أتأمل المارّة و أصابعي تنسى فنجان القهوة الّذي تحمله, لأشربة كالعادة بارد كقلبي عندما لا تكون هنا. أراقبهم و أفكر بك. أتذكّر همساتك لي في الصباح, و يديك الدافئتين و هما تغمرانني بحنان و شفاهك الوردية و هي تلتهم شفاهي كالطّفل الّذي يلتهم حلواه في الصباح!

البارحة تذكّرتك في الصباح وعندما كنت احضر طعام الغداء وشربتك مع حبوبي المنومة في المساء و قررت أن أنساك و ربّما أن أكرهك ونمت! لكن عندما استيقظت كنت بنفس الصدمة عندما لم أرى عينيك بجانبي. تألّمت كثيرا وبكيت كثيرا حتّى استطعت أن أفارق السرير وبينما كنت أعدّ قهوتي, بلا إدراك وضعت لك فنجان!

لماذا ؟! لماذا تسكنني بهذه الوحشية؟ لماذا تحتل قلبي و عقلي و حتّى جسدي يرفض الإسترخاء إلّا على ذكرى يديك تداعب شعري.

لماذا لاتعتقني؟!

أنا الّتي أصبحت عبدةُ ذكرياتك القاتلة, ذكرياتك الّتي بدونها لا أحيا!

ماذنبي أنا إذا كان القدر لئيماً وكان الحُبّ قاتلا, ماذنبي أنا إذا كنت لازلت أتنفسك هواءً بعد مضيّ أعوام على قصتنا!

أخبرني... أخبرني كيف أتحرر منك ومن هوسك , كيف أسير وحدي في الشوارع دون ظلّ ذكرياتك في كل زاوية, أيهّا القريب البعيد, أيّها الحبيب الغريب, أيّها السمُّ اللذيذ!



Salma Taleb

2 comments:

  1. رائعتنا سلمى طالب
    من منا لم تأسره بعض ذكريات الزمن القديم الذى مضت عليه ربما بضع ثوانى لنعده ماضى
    مضى دونما رجعة
    يشكل الماضى فينا جزء كبير فى حياتنا رغم انه مضى ولن يعود
    تبقى جراحه وضحكاته وافراحه باقية فى ركن الذكريات
    تسلمى سلمى
    مررت من هنا وراءيت انك بخير

    ReplyDelete
  2. العزيز عادل....
    الماضي يصنع الحاضر ... و الذكرى تبعث الأمل
    بعضها يسكننا بجمال و أخرى بوحشية...لكنّها تبقى ذكريات...
    مرورك ادائم يسعدني
    شكرا لك و لطيب تواجدك...
    مودتي و احترامي
    Salma Taleb

    ReplyDelete